عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أتاني جبريل ليلة النصف من شعبان وقال يا محمد هذه ليلة تفتح فيها أبواب السماء وأبواب الرحمة فقم وصلّ وارفع رأسك ويدك إلى السماء فقلت: يا جبرائيل ما هذه الليلة؟ فقال هذه ليلة يفتح فيها ثلاثمائة باب من الرحمة فيغفر الله تعالى لجميع من لا يشرك بالله شيئاً إلا من كان ساحراً أو كاهناً أومشاحناً أو مدمن خمر أو مصراً على زنا أو آكل الربا أو عاقاً لوالديه أو النمام أو قاطع الرحم فإن هؤلاء لا يغفر لهم حتى يتوبوا". وعن إحياء ليلة النصف من شعبان يقول عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم: "من أحيا ليلتي العيد وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب" 4. [1] رواه ابن ماجة وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة 1144. [2] كتاب (لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف) ص261. [3] رواه الطبراني وابن حبان وهو حديث صحيح. [4] رواه الذهبي وابن حجر العسقلاني. مواضيع ذات صلة ليلة القدر ليلة القدر أفضل ليالي السنة لقوله تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما…
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن" 1. اعلم أخي المسلم أنه قد وردت مجموعة من الأحاديث في ليلة النصف من شعبان منها ما هو ضعيف ومنها ما هو حسن ولكنها بمجموعها تثبت أن لهذه الليلة فضيلة وأصلا مشروعا: وقد قال المباركفوري في تحفته: ( اعلم أنه قد ورد في فضيلة ليلة النصف من شعبان عدة أحاديث مجموعها يدل على أن لها أصلاً). ثم قال بعد سرده للأحاديث: ( فهذه الأحاديث بمجموعها حجة على من زعم أنه لم يثبت في فضيلة ليلة النصف من شعبان شيء والله تعالى أعلم). يقول الحافظ ابن رجب: ( اخْتُلِفَ فيها فضعفها الأكثرون، وصحح ابن حبان بعضها، وخرجه في صحيحه) 2. وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم): ( وقد روي في فضلها – أي ليلة النصف من شعبان – من الأحاديث المرفوعة والآثار ما يقتضي أنها ليلة مفضلة). وقال: ( ومن العلماء من السلف من أهل المدينة وغيرهم مِن الخلف مَن أنكر فضلها، وطعن في الأحاديث الواردة فيها كحديث: "إن اللَّـه يغفر فيها لأكثر من عدد شعر غنم بني كلب". وقال: ( لا فرق بينها وبين غيرها، لكن الذي عليه كثير من أهل العلم – أو أكثرهم من أصحابنا وغيرهم – على تفضيلها).
وختامًا ؛ أس أل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العُليا أن يوفِّقنا للأعمال الصالحة، وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، اللهم آمين. [1] صحيح مسلم (2029). [2] لطائف المعارف لابن رجب (ص: 129). [3] لطائف المعارف لابن رجب (ص: 135). [4] رواه أبو داود رقم (2337)، والترمذي رقم (738). [5] فتح الباري لابن حجر (4/ 129). [6] لطائف المعارف لابن رجب (ص: 136). [7] أخرجه النسائي (2329). [8] لطائف المعارف لابن رجب (ص: 132). [9] رواه ابن ماجه (1390) بإسناد ضعيف. [10] تفسير القرطبي (16/ 128)، أحكام القرآن لابن العربي (4/ 117)، القبس في شرح موطأ مالك بن أنس (ص: 534). [11] لقاء الباب المفتوح (115/ 19)، مجموع فتاوى ورسائل العثيمين (20/ 29). [12] البخاري (1914)، ومسلم (1082). [13] لطائف المعارف لابن رجب (ص: 143). [14] لطائف المعارف لابن رجب (ص: 143). [15] رواه البخاري (1950)، ومسلم (151 /1146). [16] رواه مسلم (152 /1146). [17] شرح النووي على مسلم (8/ 23). [18] لطائف المعارف لابن رجب (ص: 134).