ج- من وصل إلى أهله قبل زوال الشمس ولم يستعمل مفطراً، فإنّه يجب عليه - على الأحوط - أن ينوي صيام ذلك اليوم ويكتفي به. هذا ولا يجوز لمن أراد السفر قبل الزوال أن يفطر في بلده أو بعد الخروج منه ما لم يصل إلى حدّ الترخّص المتقدّم بيانه في المسألة (103). (مسألة 121): يثبت هلال شهر رمضان بما يلي: 1- أن يراه الشخص بنفسه. 2- أن يشهد برؤيته رجلان عادلان، مع عدم العلم باشتباههما، وعدم وجود معارض لشهادتهما ولو حكماً، ونقصد بذلك أن لا توجد هناك عوامل معوّقة عن قبول هذه الشهادة، كما لو استهلّ جماعة كبيرة من أهالي البلد ولم يدّعي الرؤية منهم إلّا هذان الشاهدان. 3- أن يمضي ثلاثون يوماً من شهر شعبان. 4- أن يشيع ويشتهر عند الناس رؤيته فيحصل العلم أو الاطمئنان بذلك. ولا أثر لإعلان ثبوته في وسائل الإعلام المرئيّة والمسموعة. ولا يجوز صوم اليوم الذي يشكّ في كونه من رمضان بقصد أنه من رمضان، ويجوز صومه بنيّة شعبان أو قضاء عمّا في الذمّة، فإذا انكشف أنّه كان من رمضان اكتفى به. وأيضاً لا يجوز الإفطار في اليوم الذي يشكّ في أنّه من شوّال، إلّا إذا ثبت رؤية الهلال في ليلته بأحد الطرق المتقدّمة. (مسألة 122): الصوم هو الإمساك بقصد التخضّع لله تعالى من أوّل الفجر إلى غروب الشمس عن جملة أشياء تسمّى بـ (المفطرات)، وهي: 1- تعمّد الأكل والشرب، قليلاً كان أو كثيراً.
ومن أفطر متعمدا في رمضان، وكان ممن يجب عليه الصيام فقد أتى بابا عظيما جدا من أبواب الكبائر، نسأل الله العافية والسلامة. فهذه جملة يسيرة من أحكام الصيام، ونكمل معكم بقية أحكام الصيام في الأسابيع المقبلة إن شاء الله. مدير مشروع مكتوم لتحفيظ القرآن الكريم بدائرة الشؤون الإسلامية والعمل الخيري بدبي alkamali11@ لقراءة مقالات سابقة للكاتب يرجى النقر على اسمه.
وكان النبى صلى الله عليه وسلم نموذجاً تطبيقياً لهذا المعنى فى عباداته. ولأن هذا هو المنهج الذى يتناسب مع النفوس البشرية وطبائع الخلق، فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم، أن استخدام منهج التشديد على النفس، أو الناس فد يصيب النفس بالملل فتنقطع جملة واحدة عن الأعمال، فيخسر الإنسان الحد الأدنى من الطاعات، وتعظم خسارته لو طال به الحال على هذه الوتيرة ثم فاجأه الموت فلا هو أراح نفسه ولا هو بلغ فى الآخرة بغيته. وهذا ما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم: "فإن المنبت لا أرضاً قطعاً ولا ظهراً أبقى". ونرى ذلك واضحاً في نهى النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمر عن الصيام الدائم، وإرشاده إلى الحد الأقصى من الصيام كراهة الملالة، فيقول: "أحب الصيام إلى الله صيام داود كان يصوم يوماً ويفطر يوماً". وأمر عبد الله بن عمر بصيام ثلاثة أيام فى كل شهر. فقال: أنا استطيع فاخذ يتدرج معه حتى أمره بصيام كصيام داود. "صم يوماً وأفطر يوماً". ثم وضع له الحد الفاصل فقال: "ولا تزد". لأنه بهذه الزيادة ينتقل بنفسه.
فإن كان الصوم فرضاً وجبت النية ليلا قبل طلوع الفجر، وإن كان الصوم تطوعا صَحَّت النية ولو بعد طلوع الفجر. أما الركن الثاني للصوم فهو الإمساك، أي الكف عن الشهوات والألفاظ البذيئة والمفطرات بجميع أنواعها من أكل وشرب وجماع، من طلوع الفجر إلى غروب الشمس. سنن الصيام للصيام سنن كثيرة سنها الرسول صلى الله عليه وسلم، أولها تعجيل الإفطار وتناوله مباشرة بعد تحقق غروب الشمس. وثانيها الإفطار على حبة تمر أو شربة ماء. وثالثها الدعاء عند الإفطار لأن النبي كان يقول عند فطره: (اللهم لك صمنا وعلى رزقك أفطرنا، فتقبل منا إنك أنت السميع العليم) رواه أبو داود. ورابعها التمسك بالسحور لما فيه من خير وبركة. وخامسها تأخير السحور إلى الجزء الأخير من الليل لأن في ذلك مساعدة للصائم على تقليص ساعات الصيام وخفض إحساسه بالجوع والعطش خلال النهار. فضل الصيام للصيام أفضال كثيرة وفوائد عديدة تشجع المسلم على إتيانه، وتُهوِّن عليه ما قد يجده من عناء ومشقة في أدائه. فبالإضافة إلى فوائده الصحية ، يعد الصيام من أعظم أسباب مغفرة الذنوب. وهو جُنَّة أي وقاية وستر للعبد في الدنيا والآخرة. وهو بمثابة الماء الذي يطفئ نار الشهوة ويهذبها.
(مسألة 124): من أجنب في شهر رمضان ليلاً فنام ناوياً للغسل ومطمئنّاً بالانتباه - لاعتيادٍ أو غيره - فاتّفق أنّه لم يستيقظ إلّا بعد طلوع الفجر صحّ صومه. ولو استيقظ ثُمّ نام ولم يستيقظ حتّى طلع الفجر وجب عليه قضاء ذلك اليوم عقوبة. (مسألة 125): تجب الكفّارة على من أفطر في يوم من شهر رمضان بالأكل أو الشرب أو الجماع أو الاستمناء أو بقي على الجنابة إلى طلوع الفجر، كلّ ذلك مع العمد والاختيار من غير كره ولا إجبار. والكفّارة هي: عتق رقبة، أو صوم شهرين متتابعين، أو إطعام ستّين مسكيناً عن كلّ يوم من أيّام الصوم. ويكفي في الإطعام إعطاء كلّ فقير ثلاثة أرباع الكيلوغرام من التمر أو الحنطة أو غيرهما ممّا يسمّى طعاماً. ولا يجزي دفع ثمن الطعام إلى الفقير. (مسألة 126): إنّما تجب الكفّارة على العالم بوجوب الصيام وبمفطريّة ما أتى به. وأمّا الجاهل القاطع بخلاف ذلك فلا كفّارة عليه في إفطاره، فلو اعتقد أنّه لم يبلغ بعدُ سنّ التكليف فلم يصم، أو استعمل مفطراً باعتقاد أنّه لا يبطل الصوم لم تجب عليه الكفّارة. نعم، لا يعتبر في وجوب الكفارة العلم بوجوبها. (مسألة 127): من فاته صوم شهر رمضان لعذرٍ أو بدونه وجب عليه قضاؤه في غيره من أيّام السنة، إلّا يومي العيدين (الفطر والأضحى) فلا يجوز صومهما مطلقاً.
(( شروط إفطار الحامل في رمضان)).
وبفضله يضمن المسلم بابا لدخول الجنة لا يدخل منه إلا الصائمون. كما أنه يشفع لصاحبه يوم القيامة. وثوابه بغير حساب لقوله تعالى في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به). ومن فضائل الصيام كذلك أن الرائحة المنبعثة من فم الصائم نتيجة خلو المعدة من الطعام أطيب عند الله من ريح المسك، لأنها من آثار العبادة والطاعة.
والله أعلم.
ذات صلة أحكام الدورة الشهرية والصيام ما هي احكام الصيام صيام الحائض والنفساء يجب الصيام على المرأة ببلوغها سِنّ الحيض، [١] وتُشترط الطهارة من الحيض والنَّفاس لصحّة صيام المرأة؛ فلا صيام للحائض والنَّفساء، ويترتّب عليهما قضاء ما أفطرتاه في رمضان، وإن صامت المرأة أوّل النَّهار، ثمّ أصابها الحيض أو النَّفاس، فإنّها تُفطر، وتقضي ما أفطرته، [٢] وإن صامتا فصيامهما باطلٌ؛ إذ إنّ الفِطْر في حقّهما واجبٌ، والصيام لهما مُحرّمٌ. [٣] طُهْر الحائض قبل أو بعد الفجر طهارة المرأة من الحيض قبل طلوع الفجر يُرتّبُ عليها الصيام مع عقد النيّة عليه، ويُعدّ صيامها صحيحاً وإن لم تغتسل بعد، وأخّرت الاغتسال إلى ما بعد الفجر، ولا يترتّب عليها أيّ إثمٍ، إلّا إثم تأخير صلاة الفجر عن وقتها، فتبادر إلى التوبة إلى الله -تعالى-، وتقضي صلاة الفجر، أمّا إن انقطع الحيض بعد الفجر ولو بلحظةٍ واحدةٍ، فإنّها تفطر ذلك اليوم، ويترتّب عليها قضاؤه، وتغتسل لأداء ما عليها من صلواتٍ، وعباداتٍ أخرى غير الصيام، قال ابن قدامة -رحمه الله- في ذلك: "ومتى وُجد الحيض في جزءٍ من النهار؛ فسد صوم ذلك اليوم، سواءً وُجد في أوله أو في آخره". [٤] للمزيد من التفاصيل حول الاطّلاع على مقالة: (( متى يجب الصوم بعد الحيض)).