تجسيدا لمقولة إن السجن إصلاح وتهذيب، تهتم إدارة العنبر الإصلاحي للنساء في سجن ذهبان العام بالأيادي الناعمة التي أجبرتها لحظات الضعف على العيش تحت سقف العنبر، يرافقهن أطفال، لا ذنب لهم سوى أنهم ولدوا في بيئة لا تلائم براءتهم. فيما تبنت شعبة التدريب إبداعات بعض النزيلات، اللاتي حالت القيود بين مسؤوليتهن تجاه أطفالهن، فوفرت إدارة السجون حضانات متخصصة لمشاركة النزيلات في تربية أطفالهن على أسس تربوية سليمة. «عكاظ» ولجت أقفاص الاتهام للتعرف على مواهب تطمع في أن ترى النور قريبا، بعدما عاشت في أجواء العنابر رغما عنها. إذ قالت النزيلة «س»، المتهمة بقضية أخلاقية، وأم لطفل عمره عامان ونصف: حين دخلت السجن، وجدت نفسي محبطة، وأصارع الندم في داخلي حتى أصبحت لا أطيق الحياة، ولولا حسن التعامل الذي وجدته هنا من قبل القائمات على السجن من أخصائيات ومسؤولات لما تشجعت لعرض أحد أعمالي الفنية التي لاقت إعجاب الإخصائية الاجتماعية، فطلبت مني أن أستمر، حتى وأنا داخل القضبان. وبالفعل قمت بعمل لوحة فنية بعنوان «غموض»، وتشير إلى أنها تجد دعما كبيرا داخل قاعة التدريب، حيث توفر إدارة السجن الألوان واللوحات الفنية المميزة.
من أفجع ما مرّ بحياتي على الإطلاق، ومكثت والله بعدها لأيام، أشعر بكثير من الضيق والألم النفسي؛ هذه المحادثة التي أجريتها مع أحدهم والتي أسردها لكم كما حدثت تفصيلاً، فقد بادرته وقتما زرته في غرفته: -السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. -أهلا، ماذا تريدون (بوجه عابس تماماً) - يا أخي جئتك لـ... -(مقاطعاً) لستَ أخي أبداً. - يا رجل! أنا أشهد ألاّ إله الا الله، وأنّ محمداً رسول الله، فأنا أخوك في الإسلام. - (متبرماً) المنافقون وبعض المشركين يقولون بالشهادة، ولكنهم كفار. البعض من هؤلاء الكفرة مخفٍ كُفره؛ فأنت لست أخي في الإسلام. - والله، أنا أصلّي وأصوم، وأقوم بأركان وواجبات الإسلام فكيف تعدني منافقاً؟ - لا، لستَ منافقاً.. -(ابتسامة وقد سرّي عني) جزاك الله خيراً.. - مهلاً، لم أكمل، أنتَ لستَ منافقاً، بل أنت من الذين أظهروا كفرهم، أنت كافر صراحة، ولا أشكّ في كفرك. خرجت والألم يعتصر قلبي، وحمدت الله تعالى أنّ مثل هذا الفكر محدود، وسأتكلم في سطوري التالية ومقالاتي القادمة، بما رأيت وعاصرت وشاهدت بأمّ عيني، وما تحاورت به مع نزلاء السجون أولئك. ابتداء، الولوج في موضوع الموقوفين في السجون؛ مربكٌ وشائك، ولا ينجو عرض إنسان مهما أنصف، وتكلم بموضوعية وضمير، ولكنها أمانة الكلمة التي يجب علينا قولها، وأقسم بالله العظيم الذي لا إله إلا هو، بأنني سأسطّر ما رأيت ولامست عياناً، ولست بالخبّ الذي يُضحك عليه، ولكني أدين الله بما أقوله وأكتبه، وسأُُسأل عن كل حرف كتبته هنا، أو حتى أخفيته، أمام ربّ يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وللحديث صلة، ومقالتي القادمة في سجن الحاير.
هناك في تلك الساعة المتأخرة، تذكرت ناشطة كريمة، من أصدق ما رأيت تطبيقاً لفكرها اللبرالي، وهي لا تنفكّ تدعو للإفراج عن هؤلاء، وتساءلت إن كانت ستعرف، أن هذا النموذج الذي تدافع عنه، لو أتاح جهاز الأمن له أية فرصة، لقام بقتلها، أو أسرها شخصياً على أقل الأحوال. ونفس الوضع، تذكرت بعض أصدقائي الحقوقيين، القريبين مني، وهم يجأرون في الفضائيات بالظلم الشنيع الواقع على الموقوفين، ولا يدرون أي دور مهم تقوم به الداخلية في حماية مجتمعنا، من أمثال هذا الخارجي الحقيقي، الذي سيبدأ بهم نحراً والله، وهم حليقو اللحى، المتواصلون مع جمعيات وحكومات الغرب الكافرة بنظره. بالتأكيد ليس جميع الموقوفين على ذات الفكر، ولكنهم الأكثرية فعلاً، وسأعرض لكم ما رأيته عياناً في مقالاتي القادمة. أختم، وقد تذكرت صديقاً، بيني وبينه آصرة حبّ وأخوّة، وزارني عقب الإفراج عنه في بيتي، وأقمت له مأدبة عشاء، حضرها دعاة وأكاديميون، وسألناه عن سجنه الذي أمضاه، وأتذكر أنه أثنى كثيراً على سجن (ذهبان) من بين السجون التي ضافته، وأشاد بنوعية طعامه، وقال لي: "ترى تاركن لي أغراض بالغرفة، وقلت للحرّاس، هذه لعبدالعزيز قاسم، سيقلط عندكم بالغرفة، فاعطوها له"، بالطبع فزعت -أمام شماتته وضحكه عليّ أمام تلك النخب- وصحت وقتها: "فال الله ولا فالك، إن شاء الله ما نطبّها"، تذكرت طرفته، وزرت ذلك السجن المدوّية سمعته، ولكن تغيرت والله النظرة تجاهه، فما رأيته أقرب للإصلاحية التربوية، منها لسجن مباحث.
جديد المحليات > بالفيديو.. من داخل أسوار سجن "ذهبان".. هكذا احتفل النزلاء باليوم الوطني الـ90 للمملكة بالفيديو.. هكذا احتفل النزلاء باليوم الوطني الـ90 للمملكة احتفل نزلاء سجن ذهبان بجدة باليوم الوطني الـ90، وذلك من خلال لوحات فنية مختلفة تجسد انتماءهم للوطن ومشاركتهم في أحداثه وطموحاته. وأعرب النزلاء الذين شاركوا في الاحتفالات من داخل السجن، خلال حديثهم لبرنامج "في أسبوع" على قناة MBC، عن رغبتهم الدائمة في مشاركة الوطن أفراحه حتى من داخل السجن، مؤكدين أن ذلك حق لهم كسعوديين، سواء كانوا موقوفين أو خارج الأسوار. وفق "أخبار 24". وأكدوا أنهم عادوا إلى الطريق الصحيح بعد أن اختُطفوا لفترة من حياتهم ذهنيًا إلى طرق الإرهاب والكيانات الكارهة للوطن، مشيرين إلى أنهم عازمين على الاندماج مجددًا مع وطنهم والتوحد مع أهدافه. من داخل أسوار سجن ذهبان.. احتفال بطريقة خاصة باليوم الوطني 90 نعيش تفاصيله مع النزلاء.. سامي جميل معه التفاصيل @Sami__Jameel @pss_ar #MBCinAweek #MBC1 — في أسبوع MBC (@MBCinaWeek) October 2, 2020 لا يوجد وسوم وصلة دائمة لهذا المحتوى:
معتقلات في سجن ذهبان - فيديو Dailymotion Watch fullscreen Font