458 كم/ثانية. هذا ما توصل إليه العلماء في أواخر القرن العشرين، كما ذكرت أيضا الموسوعة البريطانية. وإذا رجعنا إلى القرآن الكريم فإننا نجده قد أعطى معادلة دقيقة تؤكد لنا صحة ما وصل إليه المؤتمر الدولي للمعايير في باريس عام 1983.
نصّ السّؤال: السّلام عليكم... كيف نوفّق بين قوله تعالى في سورة " السّجدة ":{ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ}، وقوله تعالى في سورة "المعارج":{ فِِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} ؟ وجزاكم الله خيرا. نصّ الجواب: الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أمّا بعد: فاعلم أنّ مقدار الأيّام المذكورة في الآيتين نوعان: النّوع الأوّل: مقدار اليوم من أيّام الدّنيا عند الله جلّ جلاله. النّوع الثّاني: مقدار اليوم الواحد من أيّام الآخرة. - فلو تأمّلنا الآيات الّتي يذكر الله سبحانه فيها أنّ مقدار اليوم كألف سنة ممّا يعدّه الخلق، لوجدناه يتحدّث عن أيّام الدّنيا الّتي يقوم الله سبحانه فيها بالخلق والتّدبير. فتأمّل سياق آية السّجدة:{ اللهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ مَا لَكُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا شَفِيعٍ أَفَلَا تَتَذَكَّرُونَ ( 4) يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ ( 5)}.
تفسير القرآن الكريم
وعن وهب بن منبه: في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة قال: ما بين أسفل الأرض إلى العرش. وذكر الثعلبي عن مجاهد وقتادة والضحاك في قوله تعالى: تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة أراد من الأرض إلى سدرة المنتهى التي فيها جبريل. يقول تعالى: يسير جبريل والملائكة الذين معه من أهل مقامه مسيرة خمسين ألف سنة في يوم واحد من أيام الدنيا. وقوله: ( إليه) يعني إلى المكان الذي أمرهم الله تعالى أن يعرجوا إليه. وهذا كقول إبراهيم عليه الصلاة والسلام: إني ذاهب إلى ربي سيهدين أراد أرض الشام. وقال تعالى: ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله أي إلى المدينة. وقال أبو هريرة: قال النبي صلى الله عليه وسلم: أتاني ملك من ربي عز وجل برسالة ثم رفع رجله فوضعها فوق السماء والأخرى على الأرض لم يرفعها بعد.
بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى السنة في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف. ↑ "تعريف و معنى العد في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي" ، ، اطّلع عليه بتاريخ 2020-06-16. بتصرّف.
وقد سأل عبد الله بن فيروز الديلمي عبد الله بن عباس عن هذه الآية وعن قوله: في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة فقال: أيام سماها سبحانه ، وما أدري ما هي ؟ فأكره أن أقول فيها ما لا أعلم. ثم سئل عنها سعيد بن المسيب فقال: لا أدري. فأخبرته بقول ابن عباس فقال ابن المسيب للسائل: هذا ابن عباس اتقى أن يقول فيها وهو أعلم مني. ثم تكلم العلماء في ذلك فقيل: إن آية سأل سائل هو إشارة إلى يوم القيامة ، بخلاف هذه الآية. والمعنى: أن الله تعالى جعله في صعوبته على الكفار كخمسين ألف سنة; قاله ابن عباس. والعرب تصف أيام المكروه بالطول وأيام السرور بالقصر. قال: ويوم كظل الرمح قصر طوله دم الزق عنا واصطفاق المزاهر وقيل: إن يوم القيامة فيه أيام; فمنه ما مقداره ألف سنة ومنه ما مقداره خمسون ألف سنة. وقيل: أوقات القيامة مختلفة ، فيعذب الكافر بجنس من العذاب ألف سنة ، ثم ينتقل إلى جنس آخر مدته خمسون ألف سنة. وقيل: مواقف القيامة خمسون موقفا; كل موقف ألف سنة. فمعنى: يعرج إليه في يوم كان مقداره ألف سنة أي مقدار وقت ، أو موقف من يوم القيامة. وقال النحاس: اليوم في اللغة بمعنى الوقت; فالمعنى: تعرج الملائكة والروح إليه في وقت كان مقداره ألف سنة ، وفي وقت آخر كان مقداره خمسين ألف سنة.
[١١] معاني المفردات في آية: وإن يومًا عند ربك كألف سنة مما تعدون نزل القرآن الكريم بلغة قريش على عربٍ خُلّص فكانت ألفاظه في قمة الفصاحة والإتقان وكل لفظة موضوعة في موقعها المناسب وتدلّ على معنى دقيق حيث لا يمكن استبدال لفظ بلفظٍ آخر، وفهم المفردات ضرورة في فهم الآية ككل، وفيما يأتي بيانٌ لمعاني المفردات في آية: وإن يومًا عند ربك كألف سنة مما تعدون: يومًا: زمن مقداره من طلوع الشمس إلى غروبها. [١٢] ربك: الرب هو اسم لله تعالى. [١٣] كألف: الألف هو عدد ومقداره عشر مئات. [١٤] سنة: مقدار من الزمن ويختلف باختلاف التاريخ وطريقة العد، وهو نحو من 365 يومًا. [١٥] تعدون: العد هو الإحصاء والحساب. [١٦] إعراب آية: وإن يومًا عند ربك كألف سنة مما تعدون الإعراب فرع المعنى ففهم المعنى هو الأساس الذي يقوم عليه الإعراب، وقد تمّ تفسير آية: وإن يومًا عند ربك كألف سنة مما تعدون، وبيان معاني مفرداتها، وفيما يأتي إعرابها: [٨] وإنّ: الواو استئنافية، إنّ حرف مشبّه بالفعل. يومًا: اسم إنّ منصوب. عند: ظرف مكان متعلّق بمحذوف صفة ليوم. ربك: مضاف إليه والكاف ضمير متصل في محل جر بالإضافة. كألف: الكاف حرف جر، ألف اسم مجرور، والجار والمجرور متعلقان بخبر إنّ.
في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون. وقيل: ثم يعرج إليه أي يرجع ذلك الأمر والتدبير إليه بعد انقضاء الدنيا في يوم كان مقداره ألف سنة مما تعدون وهو يوم القيامة. وعلى الأقوال المتقدمة فالكناية في يعرج كناية عن الملك ، ولم يجر له ذكر لأنه مفهوم من المعنى ، وقد جاء صريحا في سأل سائل قوله: تعرج الملائكة والروح إليه. والضمير في إليه يعود على السماء على لغة من يذكرها ، أو على مكان الملك الذي يرجع إليه ، أو على اسم الله تعالى; والمراد إلى الموضع الذي أقره فيه ، وإذا رجعت إلى الله فقد رجعت إلى السماء ، أي إلى سدرة المنتهى; فإنه إليها يرتفع ما يصعد به من الأرض ومنها ينزل ما يهبط به إليها; ثبت معنى ذلك في صحيح مسلم. والهاء في مقداره راجعة إلى التدبير; والمعنى: كان مقدار ذلك التدبير ألف سنة من سني الدنيا; أي يقضي أمر كل شيء لألف سنة في يوم واحد ، ثم يلقيه إلى ملائكته ، فإذا مضت قضى لألف سنة أخرى ، ثم كذلك أبدا; قاله مجاهد. وقيل: الهاء للعروج. وقيل: المعنى أنه يدبر أمر الدنيا إلى أن تقوم الساعة ، ثم يعرج إليه ذلك الأمر فيحكم فيه في يوم كان مقداره ألف سنة. وقيل: المعنى يدبر أمر الشمس في طلوعها وغروبها ورجوعها إلى موضعها من الطلوع ، في يوم كان مقداره في المسافة ألف سنة.
*ذكر من قال ذلك:حدثنا ابن حميد, قال: ثنا حكام, عن عنبسة, عن سماك, عن عكرِمة, عن ابن عباس, قال: مقدار الحساب يوم القيامة ألف سنة حدثني يعقوب, قال: ثنا ابن علية, قال: ثنا سعيد الجريري, عن أبي نضرة عن سمير بن نهار, قال: قال أبو هريرة: يدخل فقراء المسلمين الجنة قبل الأغنياء بمقدار نصف يوم. قلت: وما نصف يوم؟ قال: أو ما تقرأ القرآن؟ قلت: بلى. قال: ( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ). حدثنا ابن بشار, قال: ثني عبد الرحمن, قال: ثنا أبو عوانة, عن أبي بشر, عن مجاهد: ( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ) قال: من أيام الآخرة. حدثنا محمد بن المثنى, قال: ثنا محمد بن جعفر, قال: ثنا شعبة, عن سماك, عن عكرمة, أنه قال في هذه الآية: ( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ) قال: هذه أيام الآخرة. وفي قوله: ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ قال: يوم القيامة، وقرأ: إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا. وقد اختلف في وجه صرف الكلام من الخبر عن استعجال الذين استعجلوا العذاب إلى الخبر عن طول اليوم عند الله, فقال بعضهم: إن القوم استعجلوا العذاب في الدنيا, فأنـزل الله: ( وَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ وَعْدَهُ) في أن ينـزل ما وعدهم من العذاب في الدنيا.
21484 - حَدَّثَنَا ابْن وَكِيع, قَالَ: ثنا غُنْدَر, عَنْ شُعْبَة, عَنْ سِمَاك, عَنْ عِكْرِمَة { فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْف سَنَة} قَالَ: مَا بَيْنَ السَّمَاء وَالْأَرْض مَسِيرَة أَلْف سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ مِنْ أَيَّام الْآخِرَة. * حَدَّثَنَا ابْن الْمُثَنَّى, قَالَ: ثنا مُحَمَّد بْن جَعْفَر, قَالَ: ثنا شُعْبَة, عَنْ سِمَاك, عَنْ عِكْرِمَة أَنَّهُ قَالَ فِي هَذِهِ الْآيَة: { يَعْرُج إِلَيْهِ فِي يَوْم كَانَ مِقْدَاره أَلْفَ سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ} قَالَ: مَا بَيْن السَّمَاء وَالْأَرْض مَسِيرَة أَلْف سَنَة. وَقَالَ آخَرُونَ: بَلْ مَعْنَى ذَلِكَ: يُدَبِّر الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاء إِلَى الْأَرْض فِي يَوْم كَانَ مِقْدَار ذَلِكَ التَّدْبِير أَلْف سَنَة مِمَّا تَعُدُّونَ مِنْ أَيَّام الدُّنْيَا, ثُمَّ يَعْرُج إِلَيْهِ ذَلِكَ التَّدْبِير الَّذِي دَبَّرَهُ. ذِكْر مَنْ قَالَ ذَلِكَ: 21485 - ذُكِرَ عَنْ حَجَّاج, عَنِ ابْن جُرَيْج, عَنْ مُجَاهِد, أَنَّهُ قَالَ: يَقْضِي أَمْر كُلّ شَيْء أَلْف سَنَة إِلَى الْمَلَائِكَة ثُمَّ كَذَلِكَ حَتَّى تَمْضِيَ أَلْف سَنَة, ثُمَّ يَقْضِي أَمْر كُلّ شَيْء أَلْفًا, ثُمَّ كَذَلِكَ أَبَدًا, قَالَ: يَوْم كَانَ مِقْدَاره, قَالَ: الْيَوْم أَنْ يُقَالَ لِمَا يَقْضِي إِلَى الْمَلَائِكَة أَلْفَ سَنَة, كُنْ فَيَكُون, وَلَكِنْ سَمَّاهُ يَوْمًا.