عاشوراء هو اليوم العاشر من شهر مُحرَّم، ولذلك سُمِّي بعاشوراء، وصيام يوم التاسع ويوم العاشر من شهر الله المحرم سُنة مستحبة؛ لما روي عن النبي أنه صام يوم عاشوراء وقال: «فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ» اخرجه مسلم. ونقدم في هذا المقال دعاء نية صيام تاسوعاء وعاشوراء كانت دار الإفتاء المصرية قد أوضحت أن تقديم صيام تاسوعاء على عاشوراء له حكم ذكرها العلماء؛ منها أن المراد منه مخالفة اليهود في اقتصارهم على العاشر، وثانيها أن المراد وصل يوم عاشوراء بصوم. أما ثالثًا فالاحتياط في صوم العاشر خشية نقص الهلال ووقوع غلط، فيكون التاسع في العدد هو العاشر في نفس الأمر. وحول الاحتفال بعاشوراء بغير الصيام قالت الدار يستحب التوسعة على الأهل يوم عاشوراء؛ لما ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «من وسع على أهله يوم عاشوراء وسع الله عليه سائر سنته». عند صيام الواجب يجب على المسلم أن يعقد نية الصيام قبل طلوع الفجر، أما فيما يتعلق بصيام التطوع، فيجوز أن ينوي الصيام في خلال النهار نفسه إذا ما امتنع المسلم عن المفطرات منذ وقت الفجر.
هل يجوز صيام عاشوراء بدون نية هو أحد الأسئلة التي لا بدَّ من توضيح إجابتها، حيث أنَّ يوم عاشوراء هو أحد الأيام الفضيلة التي في صيامها الكثير من الأجر والفضل، لذا يحرص المُسلمون على تحري صيام هذا اليوم والسعي لنيل أجره وفضله، وفي هذا المقال سنسلط الضوء على حكم صيام يوم عاشوراء بدون نية، كما سنذكر مدى مشروعية قضاء صيام يوم عاشوراء لمن فاته، بالإضافة لتوضيح حكم الجمع بين القضاء والنافلة في يوم عاشوراء.
وعن ابن عباس، رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لَمَّا صام يوم عاشوراء قيل له: إن اليهود والنصارى تعظمه، فقال: "فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ"، قَالَ ابن عباس: فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ. أخرجه مسلم في "صحيحه". عن أبى هريرة، رضى الله عنه، عن النبي، صلى الله عليه وسلم، قال: "يوم عاشوراء كانت تصومه الأنبياء، فصوموه أنتم" أخرجه بقى بن مخلد في مسنده. وبهذا نكون قد أوضحنا لكم فضل صيام عاشوراء وتاسوعاء.. والآن سنوضح لكم أيضًا دعاء نية صيام تاسوعاء وعاشوراء.. فتابعونا في السطور التالية. دعاء نية صيام تاسوعاء وعاشوراء لا يتواجد ما يُسمى بدعاء نية الصيام بوجه عام سواء في يوم عاشوراء أو تاسوعاء أو حتى شهر رمضان أو غيرهم. وتكون نية الصيام بالقلب فقط دون تلفظ باللسان ودون دعاء؛ فيكفي أن تنوي بقلبك فقط دون تلفظ أنك صائم غدًا في جزء من الليل؛ فقال شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، إن التلفظ بالنية بدعة في الدين؛ فالرسول، صلى الله عليه وسلم، لم يتلفظ بالنية سواء في صلاة أو طهارة أو صيام أو حج أو أية من العبادات، والأمر نفسه مع خلفاؤه، ولم يأمر أحد بالتلفظ بها.
وجزاكم الله كل خير. الإجابــة الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد: فقد سبق لنا الجواب عن هذه الشبهة في الفتاوى التالية أرقامها: 47081 ، 45817 ، 169723. ولمزيد الإيضاح ننقل كلام القرطبي في المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم ، حيث قال: لم يصم النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء اقتداء باليهود، فإنه كان يصوم قبل قدومه عليهم وقبل علمه بحالهم، لكن الذي حدث له عند ذلك إلزامه والتزامه استئلافا لليهود واستدراجا لهم، كما كانت الحكمة في استقباله قبلتهم، وكان هذا الوقت هو الوقت الذي كان النبي صلى الله عليه وسلم يحب فيه موافقة أهل الكتاب فيما لم ينه عنه. اهـ. وأما حديث ابن عباس: أن النبي صلى الله عليه وسلم حين صام يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله، إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فإذا كان العام المقبل ـ إن شاء الله ـ صمنا اليوم التاسع.
أعادت دار الإفتاء المصرية نشر سؤال ورد إليها يقول" استيقظت يوم عاشوراء ولم تكن لدي نية الصيام بالأمس. فهل يجوز لي الصيام أم لا؟" وأجابت لجنة الفتاوى عبر البوابة الإلكترونية للدار، قائلة: "إن صوم التطوع غير الواجب تجوز فيه النية قبل الزوال؛ فعن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأتيها وهو صائمٌ فيقول: «أَصْبَحَ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ تُطْعِمِينِيهِ؟» فتقول: لا، فيقول: «إِنِّي صَائِمٌ» رواه النسائي. وأضافت يجوز للسائل صيام يوم عاشوراء إذا نوى الصيام قبل الزوال -قبل دخول وقت الظهر بقليل-؛ باعتباره من صوم التطوع.