ولذلك، إنَّ الهدف الذي يسعى الرئيس الكوري الشمالي لتحقيقه من خلال تجاربه البالستية يرتبط بتحديد موقعه في النظام العالمي، أو على الأقل النظام الإقليمي، مستفيداً من التحولات الّتي أرساها القرار الأميركي بالتوجه إلى حدود الصين ضمن استراتيجية أوباما، أو ما عُرف بسياسة الاحتواء، والتي يظهر أنَّ الرئيس الحالي جون بايدن ملتزماً بها، إضافةً إلى التداعيات التي فرضتها العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا. يمكن القول إنَّ النظام الكوري الشمالي عبَّر دائماً عن استراتيجيته في كيفية التعاطي مع الولايات المتحدة الأميركية وحلفائها الإقليميين، عبر خطاب رئيسه أو ما يصدر دائماً عن ماكينته الإعلامية، بحيث كان يؤكّد دائماً أنَّ خيار التفاوض لتطبيع علاقات الكورية الشمالية مع العالم يستند إلى موقف ثابت لا يقبل التنازل في أيّ ملف سيادي. لذلك، إنَّ كلّ جولات التفاوض على كلّ المستويات، وصولاً إلى القمّتين الرئاسيتين بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والرئيس الكوري كيم جونغ أون، لم تؤدِ إلى نتائج تذكر؛ ففي حين سعى الرئيس الأميركي السابق إلى تحقيق خرق شكلي على الأقل مع سلطات بيونغ يانغ، كان الموقف الكوري الشمالي مستنداً إلى أسس مبدئية لا تحتمل المساومة، فالجانب الكوري الشمالي استند في تفاوضه مع دونالد ترامب إلى ضرورة رفع الحظر، جزئياً على الأقل، عن كوريا، مع عدم تقديم أيّ تنازل يخصّ برنامجها النووي قبل الوصول إلى اتفاق نهائي.
المؤلفات صدر له كتابان هما: أحلام من أبي، وجرأة الأمل.