1- شرح كتاب رحلة نحو الذات - (تمرين من أنا؟) - YouTube
سناء بنعتو عملت سابقا معلمة بجبال المغرب، تعشق الحرف و تؤمن بقوة الكلمة، تعتبر أن عملها كمعلمة قد غير حياتها و ساهم في إعطاء قلمها نبضا مختلفا. المقال السابق أشباه الآمال المقال التالي دعيني أتخيل..
في قلب الطبيعة التي تحيط بك من كل جانب، تحوطك كما تحوط أبناءها وتقسو عليهم كي يكونوا أكثر جلدا على الحياة، تجد نفسك في مواجهة مباشرة مع ذاتك، أنت الذي كنته وأنت الذي ستكونه، أنت قبل أن تأتي وأنت بعد الصعود لأعلى قمة وطأتها إلى الآن…أنت الذي طالما كبلك الخوف من خوض تجارب جديدة، أنت الذي اعتقدت دوما أن جسدك لن يسعفك للمشي بضع كيلومترات فإذا بك تقتحم الجليد وتتحمل درجات الحرارة المنخفضة التي طالما شكلت مصدر هلع لك، أنت الذي اعتقدت أنك لم تعد قادرا على التعرف على أناس جدد ولم تعد تقدر على ربط علاقات جديدة تجد نفسك وقد انسجمت مع المجموعة وصرت كأنك جزء منها تضيع بدونها. أنت الخائف من كل شيء والمتوجس تصبح أنت الذي يسكن في أعماقك لسنين دون أن تعير له انتباها، أنت الذي يختبىء هناك في ثنايا روحك يطفو إلى السطح فجأة، نعم أنت هو ذلك الذي ظهر دون سابق انذار، إنه أنت الذي يحمل من القوة ما تجهله ويحمل من الرقة ما يسمح له بالتغلغل بين الفجاج وفوق السفوح، أنت الاجتماعي بطبعك، البسام بطبيعتك، التواق لتجربة الجديد. وأنت هناك تمضي بين البيوت المتواضعة التي تتوسط قمم الجبال لا يحول بينها وبين السماء شيء، وأنت تسير في طرق وعرة متسائلا كيف لسكانها أن يمضوا بين دروبها وقد خبروا كل شبر فيها بينما تتهجى أنت ابجدياتها محاولا فك طلاسيمها، ساعتها فقط تدرك أن الانسان لا يعرف المستحيل وأن الطبيعة مهما قست فإن الله رزق هذا الانسان المخلوق من دم ولحم قدرة على استغوار أكثر الأماكن استعصاء على غيره من المخلوقات وساعتها فحسب تدرك بما لا يدع مجالا للشك، أنك أيها الانسان خلقت لشيء عظيم عليك أن تقوم له!
شرح تمارين رحلة نحو الذات-١ - YouTube
ربما يسيطر عليك الهلع من كونك لن تستطيع إكمال المسير وربما سيعاندك جسدك رغم رغبتك في الاستمرار، ربما ستحبط كونك الأخير في الركب أو يستفزك أولئك الذين يستمرون في التقدم بغض النظر عن الظروف، مركزين في هدفهم ومصطبرين على ما يتطلبه الوصول من جهد وتركيز وجلد.
هل تحب الكوكيز؟ 🍪 نحن نستخدم ملفات تعريف الارتباط لضمان حصولك على أفضل تجربة على موقعنا. يتعلم أكثر تابعنا شاركها
حين تدرك أن خطأك لن يكون الأخير، وأنك في هذا مثل غيرك من البشر، وأن الفشل بعد الاجتهاد ليس ذنبا ولا نقصا، حينئذٍ ستفهم ذاتك، وتنسجم معها، لتكون رحلة الذات في سياقاتها الطبيعية. ناصر الخياري ، بكالوريس لغة عربية، اعلامي ، كتب مقالات عديدة في عدد من الصحف السعودية والخليجية: صحيفة مكة الورقية ، الوطن ، الرياض الرؤية الإماراتية.
هذا بخصوص عالمنا الخارجي …. بعد هذه المقدّمة أصل لما أريد البحث والغوص فيه … الإنسان ؟ وما أدراك ما الإنسان! ماذا عن الإنسان هذا المخلوق العبقري الذي يحاول أن يكتشف العالم من حوله، ويحاول أن يفك شفرة الأشياء في عالمه؟ ماذا عن نفسه؟ وعن تركيبته؟ وعن العوالم العميقة التي بداخله؟ هل فكرت مرةً بالسعي الحثيث لرحلة الإنسان نحو المريخ،واكتشاف بيئة مناسبة للعيش هناك؟أو رحلاته نحو القمر؟! في منظوري الأمر مختلفٌ تمامًا،فرحلتي الأهم دومًا هي الإبحار في داخلي.. في هذه النفس البشرية،والغوص في أسبارها،ومحاولة معرفة أبعد نقطةٍ يستطيع الإنسان بلوغها في أعماقه السحيقة. هل يمكن لإنسانٍ ما أن يكتشف داخله؟ أن يتعرف على نفسه من الداخل أكثر مما يبدو له.. لماذا صراع الخير والشر منذ أن بدأت الخليقة؟ من أين ذلك بداخلنا؟ هل ثمة ينبوعٌ ينبع منه الخير في الإنسان حتى يفيض إلى الخارجي؟ وكذلك هل هناك حممٌ متفجرة منها تتصاعد أبخرة الشرور في الإنسان؟ لطالما تفكرت في وضع الإنسان، وفي خلقه، وأبحرت طويلاً في عوالمه، ولطالما كان هذا المخلوق العجيب أكثر إبهارًا وسحرًا لي وأكثر لغزًا وتعقيدًا وحيرة. جرب أن تخلو بنفسك يومًا، وتمخر في عباب خِلْدها، جرب ذلك لترى العالم على حقيقته.. تفكر في آيات الله فيك، انظر كيف يدار كل عضوٍ فيك من قِبلك دون أن يكون لك إرادةٌ في ذلك، قلبك ينبض دون أن يكون لك عليه سلطان، عدد نبضات قلبك في الدقيقة.. كمية الدماء المتدفقة، عدد الأعضاء التي تستقبل هذا الدم المليء بالأكسجين.. مقدار الدم الذي يُضَخ في كل الأعضاء على مدار الثانية، ورحلة الدماء في إيابها للقلب.. كل ذلك يحدث في داخلك دون أن يكون لك يدٌ فيه.. تخيل أن يوكل للإنسان هذه المهمة لساعةٍ من نهار فقط!